أنا فتاه انعم الله علي بالجمال والذكاء تقدم لخطبتي الكثير منذ عمري 17سنه كنت احلم بزوج يحبني ويحس بمشاعري ويعوضني بالحنان والاستقرار الذي فقدته في حياة اهلي المليئه بالمشاكل والتفكك
أنهيت دراسة الكليه تخصص رياضيات املا في العمل بعد التخرج ولكني بقيت في البيت مع استمرار الخطاب في طرق بابنا وانا كنت ارفض لان جميع من كان يتقدم لخطبتي لااشعر بالراحه لهم واهلي لم يجبروني على الموافقه بالرغم من اغلب من تقدموا لي كانوا لا ينقصهم شي
ونسيت ان اخبركم بان والدي كان يعمل في القطاع العسكري ولم نكن في نفس المنطقه التي يوجد بها اقاربي لذا لم نكن قريبين جدا من اعمامي واخوالي وعلاقتنا كانت سطحيه جدا وبعد تقاعد والدي رجع بنا والدي الى منطقة اقاربنا للسكن بها
وبدات العلاقات تتعمق بيننا وبين اقاربنا وانا قويت علاقتي بعمي الذي كان يكبرني بخمس سنوات وكان ملتزما يحفظ كتاب الله ويخطب بالناس في المساجدوهذا مماجعلني اثق به لدرجة انني استشيره في اموركثيره
وفي ذات يوم سالني لماذالم اتزوج وانا بهذا الجمال والذكاء فقلت له لم ياتي فارس الاحلام وسالني عن المواصفات التي احلم بها فاخبرته بكل ما اتمناه فتقدم لخطبتي رجل في غاية الاحترام والادب وبعد موافقتي عليه عدت في قراري ورفضته
فأحس عمي ان في الامر شي وسالني عن رفضي واخبرته باني لست مرتاحه واقنعني باني احتاج الى رقيه شرعيه قديكون معي عين اوحسدوارتقيت واحسست باعراض ولكن لم يتغير شى والتزمت ودخلت دار تحفيظ القران وحفظت من القران مايقارب الست اجزاء
وكنت في غاية السعاده والراحه التي لم احسها منذ بدات افهم الحياه وبينما انا في هذا الحال جاء الي عمي بعريس من اصحابه المقربين وعرض علي الزواج منه ورفضت رغم انه يتصف بكل الاوصاف التي احلم بها في فارس احلامي لكنه متزوج من ست سنوات ولديه بنت تبلغ 6سنوات وولد يبلغ 4سنوات
وسألته عن سبب زواجه فاخبرني بان زوجته مريضه بحاله نفسيه منذ السنه الاولى من زواجهم وهي منذ ذالك الوقت وهي تراجع الصحه النفسيه ويريد زوجه ثانيه صحيحه وهولايستطيع طلاق زوجته بسب اطفاله ظليت متمسكه برفضي لاني لا اريد ان يشاركني احد في زوجي
وانا من المعارضين لتعدد الزوجات وبعد محاولات من عمي في اقناعي طلبت منه ان افكر واستخير الله وفي كل مره افكر احس بالراحه التي لم احسها لكل من تقدموا لي واستخرت الله وارتحت ووافقت على الزواج منه
وتم الزواج في رمشة عين لدرجة اني لا اذكر تفاصيل اعدادت الجهاز ولم يكن هناك بين الملكه ووقت الزفاف سوى اقل من شهرحدث خلالها ثلاث لقائات بالاظافه الى المكالمات وكنت في غاية السعاده التي تحلم بها كل بنت
وبعد الزواج تم الحمل بسرعه في اول شهر احببته لدرجة الجنون ففيه ماتمنيت وانجبت ولدواحسست بالمسؤليه ومنذ زواجي وحتى ولادتي كنت امر بعد كل فتره بمرحله من الاكتئاب حالة بكاء خوف واحس باني في حلم وسوف اصحوا منه لاني احس بالندم من زواجي لانه متزوج رغم حبي له
خاصة اذا ذهب الى زوجته واولاده في اليالي المخصصه لهم وزاد حالي بعد ولادتي لاني فكرت في الطلاق منه رغم حبي الجنوني لهوهويحبني لدرجة انه مستعد لاي شي اطلبه منه بالرغم انه ليس لديه وظيفه وقد استقال من عمله قبل الزواج مني بسنتين وهو يكمل دراساته العليا ويعمل اعمال حره
والان بلغ عمر طفلي السنه وانا على نفس الحال لم اتاقلم على حياتي وافكر في الطلاق بين الحين والاخر ومازاد الطين بله ان زوجته لم تتقبلني ولاتتركني في حالي فهي تستغل ظروف مرضها في انقاص حياتي فهي تتصل به فاي وقت وهو عندي باي حجه
حتى في اوقات الليل المتاخره وتاخذه معها الى اهلها في اوقات المناسبات كالاعياد لان اهلها يبعدون عن المنطقه400 كيلو ولا يعود الي الا في اليوم الرابع من العيد وفي الزواجات لا يستطيع تركها
تعود للبيت وحدهالانها تعود من الزواج في وقت مبكر لانها لاتحب التجمعات
وفي بعض الاحيان لا يستطيع تركها والمجي الي في ليلتي لانها قد تكون تحتاج اليه لانها متعبه نفسيا في تلك الليله وانا تحملت كل هذا واراعي ظروفه لاني احبه ولا استطيع استغني عنه فعنده وجدت الحب والحنان ولكني افقد الاستقرار لاني في حيره فلم اعد احتمل
وكلماشكوت اليه من كل ما احس به تجاه اهتمامه بزوجته ومشاعرها واولاده يخبرني بظروفها النفسيه وان اطفاله يحتاجون اليه في العيد ويذكرني بحبه لي وتمسكه بحياتي معه وانه راى السعاده معي ولم يراها مع غيري وان مراعاته لزوجته من اجل ابنائه لانهم يتاثرون بمرض امهم
وأنا الان سانهي السنه الثالثه من زواجي وانا لست مستقره تاره افكر في الطلاق وتاره اقول بان هذا قدري فهويحبني وانا احبه وراحتي معه واحس براحته معي وانا في حير ه هل ابقى ام لا؟
أهلا بك أختي أحلام.. وأسأل الله عز وجل أن يوفقك في زواجك وسائر حياتك..
وأهنئك على خطوتك الرائعة بالانضمام لدار تحفيظ القرآن الكريم وفوزك بحفظ أجزاء منه.
وموضوعك عن زوجك الذي تزوجته بناء على مشورة عمك.. فلعله خير إن شاء الله.
والغريب أنك ذكرت أنك رفضت العديد من الخطاب قبل هذا العريس، لترتبطي بمن معه زوجة، ولا أعرف الظروف الأخرى إن كانت هي من أجبر على الموافقة كتأخر سن الزواج مثلا.. أو قلة الخطاب قبل تقدمه..
لكن المهم أنك اقتنعت بناء على نصيحة عمك بمناسبته لك، وقمت بآداء صلاة الاستخارة ليأتي قرارك مريحا ومعينا على الارتباط به، دلل على ذلك السعادة التي وجدتها في الشهر الأول من الزواج.
والتي أرجعها باهتمام زوجك بك باعتبارك زوجة جديدة.. وهو ما جعل مشاعرك تجاهه وإحساسك بالسعادة يقل حينما بدأ يهتم بزوجته الأخرى.
ولم ألمس في كلامك نقدا لشخص زوجك في معاملته لك، أو إساءته لك بقول أو فعل، فكل ما ألمسه هو حالة شعور بالغيرة من الاهتمام بالزوجة الأولى، هي مشاعر طبيعية تمر به كل امرأة تزوج عليها زوجها.
وكون مايصدر من زوجك من تصرفات بتركه لك وذهابه لزوجته الاولى، فيجب تقدير وضعية حالتها الصحية، إن كانت بالفعل تستدعي ذلك، وصبرك واحتسابك لك فيه أجر عند الله، ونساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يتبرعن بلياليهن لزوجاته الأخريات لأسباب تتعلق برغبتهن بإرضائه صلى الله عليه وسلم أو بحاجته لذلك
وفي حالة تعدد الزواج لابد من الغيرة كما ذكرت، فأمهات المؤمنين رضي الله عليهن أثر عنهن قصص من الغيرة من بعضهن البعض
وما أراه اختي الكريمة هو أن تصفي داخلك تجاه زوجك، فأنت ذكرت أنك كثيرا ماتفكرين بالطلاق وهذا يعني أن داخلك قد لايبدي السعادة التي ينشدها زوجك منك، فالحب والكره ينتقل منا للآخر حتى لو لم نتكل، فابعدي عن نفسك وتفكيرك تلك التفكيرات السلبية والمشاعر المحبطة والتي من شأنها أن تقلل حبك لزوجك وبالأخير قيامك بما يريده منك والسبب الذي من أحله ارتبط بك كزوجة ثانية..
وأرى وبحكم ماذكرته عن قربك من عمك، وأنه هو وسيط زواجك بزوجك، فلماذا لاتشاركيه همك، بحيث يكون هو من القرب منكما ليعرف هل مشاعرك طبيعية أن مبالغ فيها، ويمكن أن يكون له دور بتنبيه زوجك بتحقيق العدل بينكما، وتحقيق ما من شأنه إيجاد حياة زوجية هانئة وسعيدة بينكما..
وأعيد لأقول أنه يجب عليك أن تشعري زوجك بالحب والاطمئنان، وأن توفري له الجو المناسب لرغبة المكوث عندك أكثر وأكثر، فإنه لو وجد عكس ذلك فسيترتب عليه تضايق من حضورك لك.. مقابل ارتياحه مع الأخرى
أسأل الله عز وجل أن ينير حياتك بالسعادة والاطمئنان..
الكاتب: أ. تركي بن منصور التركي
المصدر: موقع المستشار